فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا} (27)

لما اطمأنت مريم عليها السلام بما رأت من الآيات وفرغت من نفاسها { أَتَتْ بِهِ } أي بعيسى ، وجملة : { تَحْمِلُهُ } في محل نصب على الحال ، وكان إتيانها إليهم من المكان القصيّ [ الذي ] انتبذت فيه ، فلما رأوا الولد معها حزنوا ، وكانوا أهل بيت صالحين { فَقَالُوا } منكرين لذلك { يا مريم لَقَدْ جِئْتَ } أي فعلت { شَيْئاً فَرِيّاً } قال أبو عبيدة : الفرّي : العجيب النادر ، وكذا قال الأخفش . والفرّي : القطع ، كأنه مما يخرق العادة ، أو يقطع بكونه عجيباً نادراً . وقال قطرب : الفرّي الجديد من الأسقية ، أي جئت بأمر بديع جديد لم تسبقي إليه . وقال سعيد بن مسعدة : الفرّي : المختلق المفتعل ، يقال : فريت وأفريت بمعنى واحد ، والولد من الزنا كالشيء المفتري ، قال تعالى : { وَلاَ يَأْتِينَ ببهتان يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ } [ الممتحنة : 12 ] وقال مجاهد : الفرّي : العظيم .

/خ33