تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا} (26)

الآية 26 : وقوله تعالى : { فكلي واشربي وقري عينا } أي كلي الرطب الذي يتساقط عليك ، واشربي من السري الذي جعل تحتك { وقري عينا } أي وارضي مكانا ما حزنت عليه ، وخفت على نفسك وعلى ولدك ، أو طيبي نفسا .

وقوله تعالى : { فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا } : { صوما } أي صمتا وسكوتا . وكذلك روي في بعض الحروف ؛ وهو في حرف أُبَيٍّ{[11958]} .

ثم قوله : { فقولي } ليس على القول نفسه ، ولكنه إشارة أشارت إليهم : { إني نذرت للرحمان صوما } فإن كان على هذا ففيه دلالة أن الإشارة إذا كانت معلمة مفهمة المراد تعمل عمل{[11959]} القول نفسه والكلام . ولذلك وقع الطلاق بالإشارة والنكاح وكل عقد من الأخرس وغيره إذ ا كانت الإشارة /324- بفهومة معلومة .

وقال بعضهم : قوله : { فقولي } هو على حقيقة القول ، أي أمرت أن تقول { إني نذرت للرحمان صوما } فكان نذرها الصوم للرحمان بعد هذا . إلى هذا يذهب الحسن .


[11958]:أدرج بعدها في الأصل و م: وقال.
[11959]:من م، في الأصل: على.