فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا} (27)

ولما اطمأنت مريم عليها السلام بما رأت من الآيات { فأتت به } أي بعيسى { قومها تحمله } أي أتت مصاحبة له وكان إتيانها إليهم في المكان القصي الذي انتبذت فيه للوضع قيل : في يوم الوضع ، وقيل بعد أن طهرت ، قال ابن عباس : بعد أربعين يوما بعدما تعالت من نفاسها ، فلما رأوا الولد معها حزنوا ، وكانوا أهل بيت صالحين .

{ قالوا } منكرين لذلك { يا مريم لقد جئت } أي فعلت ، وارتكبت { شيئا فريا } عجيبا نادرا قاله أبو عبيدة ، وقال مجاهد : الفريّ العظيم أي من الأمر يقال في الخير والشر .

وقال قطرب :الفري الجديد من الأسقية أي جئت بأمر بديع جديد لم تسبقي إليه وقيل الفريّ القطع أي شيئا قاطعا وخارقا للعادة التي هي الولادة بواسطة الأب وقال سعيد بن مسعدة : الفريّ المختلق المفتعل ، والاسم الفرية ويقال فريت الجلد وأفريت بمعنى واحد قطعته والولد من الزنا كالشيء المفتري قال تعالى : { ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } .