قوله : { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ } : " به " في محلَِّ نصبٍ على الحالِ مِنْ فاعل " أَتَتْ " ، أي : أتَتْ مصاحِبَةً له نحو : جاء بثيابِه ، أي : ملتبساً بها . ويجوز أَنْ تكونَ الباءُ متعلِّقةً بالإِتيان . وأمَّا تَحَمُّلُه فيجوز أن يكونَ حالاً ثانية مِنْ فاعل " أَتَتْ " . ويجوز أَنْ يكونَ حالاً من الهاء في " به " . وظاهرُ كلام أبي البقاء أنها حالٌ من ضمير مريم وعيسى معاً وفيه نظرٌ .
قوله : " شيئاً " مفعولٌ به ، أي : فَعَلْتِ . أو مصدرٌ ، أي : نوعاً من المجيء فَرِيَّاً . والفَرِيُّ : العظيم من الأمر ، يقالُ في الخير والشرِّ . وقيل : الفَرِيُّ : العجيب . وقيل المُفْتَعَلُ . ومن الأول : الحديثُ في وصفِ عمرَ رضي الله عنه : فلم أرَ عبقَرِيَّاً يَفْرِيْ فَرْيَّة " . والفَرْيُ : قَطْعُ الجِلْدِ للخَرْزِ والإِصلاح . والإِفراء : إفسادُه . وفي المثل : جاء يَفْري الفَرِيَّ ، أي : يعمل العملَ العظيم . وقال :
فَلأَنْتَ تَفْرِيْ ما خَلَقْتَ وبَعْ *** ضُ القومِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْري
وقرأ أبو حيوة فيما نَقَل عنه ابن خالويه " فَرِيْئاً " بالهمز . وفيما نقل ابن عطية " فَرْياً " بسكون الراء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.