البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا} (27)

الفري العظيم من الأمر يستعمل في الخير وفي الشر ، ومنه في وصف عمر : فلم أر عبقرياً يفري فريه ، والفري القطع وفي المثل : جاء يفري الفري أي يعمل عظيماً من العمل قولاً أو فعلاً . وقال الزمخشري : الفري البديع وهو من فري الجلد .

{ فأتت به } قيل إتيانها كان من ذاتها .

قيل : طهرت من النفاس بعد أربعين يوماً وكان الله تعالى قد أراها آيات واضحات ، وكلمها عيسى ابنها وحنت إلى الوطن وعلمت أن عيسى سيكفيها من يكلمها فعادت إلى قومها .

وقيل : أرسلوا إليها لتحضري إلينا بولدك ، وكان الشيطان قد أخبر قومها بولادتها وفي الكلام حذف أي فلما رأوها وابنها { قالوا } قال مجاهد والسدّي : الفري العظيم الشنيع .

وقرأ أبو حيوة فيما نقل ابن عطية { فرياً } بسكون الراء ، وفيما نقل ابن خالويه فرئاً بالهمز ،