الآية31 : وقوله تعالى : { وجعلني نبيا } { وجعلني مباركا أين ما كنت } هذا يدل أنه تكلم بعد هذه الكلمات ، وليس كما قال أهل التأويل : إنه تكلم بهؤلاء الكلمات ، ثم لم يتكلم بعد ذلك إلى ( أن ){[11966]} بلغ المبلغ الذي يتكلم الصبيان ، لأنه أخبر أنه جعله نبيا ، وجعله مباركا ، فلا يحتمل أن يكون نبيا ، ولا يتكلم ، ولا يدعو الناس إلى{[11967]} دين الله ، وأي بركة تكون فيه إذا لم يتكلم بكلام خير . فدل ذلك منه أنه ليس على ما قالوا هم . والبركة هي اسم كل خير وصلاح ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } يحتمل الصلاة المعروفة والزكاة المعهودة . وتحتمل الصلاة الثناء له والدعاء في كل وقت وفي كل مكان ، وتحتمل الزكاة كل ما تزكو به النفس ، وتصلح ، وتنمو ، من كل خير .
فإن كان الأول الصلاة المفروضة والزكاة المعروفة فهو على تعليم الناس ؛ كأنه قال : أوصاني أن أعلم الناس الصلاة ، وأعلمهم ( عن حكم ) {[11968]} الزكاة ؛ إذ لم يكن يملك عيسى ما تجب فيه الزكاة ، فهو يُخَرَّجُ على إعلام الناس عن حكم الزكاة ، أو على{[11969]} المواساة ؛ فذلك مما قل ، وكثر سواء . وإن كان الثاني فهو وغيره من الناس في ترك الزكاة سواء ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.