تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا} (49)

الآية 49 : وقوله تعالى : { فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله } اعتزل الدار والمكان بالهجرة إلى الأرض المباركة التي ذكر أنه نجاه ، واعتزل أيضا صنيعهم الذي كانوا يصنعون من عبادتهم غير الله .

وقوله تعالى : { وهبنا له إسحاق ويعقوب } كقوله{[12006]} في آية أخرى { ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة } [ الأنبياء : 72 ] ذكر الهبة لأن الولد هبة من الله ؛ خلقه على الإفضال منه والإنعام عليه ، لأنه يعطي لا عن حق كان لهم عليه . فذلك فائدة ذكر الولد هِبَةً .

وقوله تعالى : { وكلا جعلنا نبيا } هو ظاهر ؛ وهب له ما ذكر ، ثم أخبر أنه جعلهم أنبياء .


[12006]:في الأصل و م: وقال.