فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا} (49)

{ فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله } أي بأن ذهب مهاجرا من بابل أو كوئي إلى الأرض المقدسة { وهبنا له إسحق ويعقوب } أي جعلنا هذين الموهوبين له أهلا وولدا بدل الأهل الذين فارقهم يأنس بهما . وهذا يقتضي أنه عاش حتى رأى يعقوب وهو كذلك ، كما مرت الإشارة إليه في قوله : فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب ، وخصهما لأنه سيذكر إسماعيل بفضله منفردا قال ابن عباس : وهبنا له إسحاق ابنا ويعقوب ابن ابنه { وكلا } مفعول لجعلنا قدم عليه للتخصيص ، لكن بالنسبة إليهم أنفسهم لا بالنسبة إلى من عداهم ، أي كل احد منهم { جعلنا نبيا } لا بعضهم دون بعض .