الآية 76 : وقوله تعالى : { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } جميع ما ذكر الله عز وجل ، من زيادة الهدى{[12070]} وابتداء الهداية [ فهو إنما يزيد له الهداية ] {[12071]} ويهديه ابتداء إذا كان من العبد رغبة في ذلك وبغية وطلب .
إذا كان مهتديا يزيد له الثبات{[12072]} على ما كان عليه في وقت رغبته وطلبه منه . وإن{[12073]} لم يكن مهتديا يهده ابتداء هداية في وقت رغبته وقبوله . على هذا يخرج عندنا ما ذكر بحق الزيادة أو بحق الابتداء .
ويحتمل قوله : { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } أي يوفقهم إذا اهتدوا ، وعرفوا وحدانية الله بأنواع{[12074]} الخيرات والطاعات .
وقالت المعتزلة : [ الهداية الأولى ] {[12075]} البيان ، وهي هداية عامة ، والهداية الثانية هي شرح الصدر لها والتوفيق ، وهي هداية خاصة ، تكون في وقت ثان بحق الثواب .
فعلى زعمهم يجيء ألا يكفر أحد بعد ما هداه الله مرة أبدا ؛ لأنهم يقولون : إذا [ اهتدى أحد ، وقبل ]{[12076]}هدايته مرة ، يوفقه ، ويشرح صدره في الوقت الثاني : فهو أبدا يكون على الهداية والإيمان . فإذا وجد عن كثير ممن اهتدوا مرة الكفر من بعد دل أن تأويلهم فاسد ، وأن التأويل ما ذكرنا نحن أنه يزيد لهم الهداية وقت رغبتهم وطلبهم الهداية ، إن كان بحق الزيادة أو بحق الابتداء ، والله أعلم .
قوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا } يحتمل { والباقيات الصالحات } الأمور الباقيات التي لها البقاء ، أي ما يبقى لكم عند الله خير مما يبطل ، لأن اله عز وجل وصف الحق والخير بالبقاء والمكث ، ووصف الباطل بالذهاب والتلاشي بقوله : { فأما الزبد } الآية [ الرعد : 17 ] وقوله{[12077]} في آية : { مثلا كلمة طيبة } الآية [ إبراهيم : 24 ] [ وقوله في آية ] {[12078]} : { ومثل كلمة خبيثة } الآية [ إبراهيم : 26 ] وقوله{[12079]} في آية : { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } [ الإسراء : 81 ] أي ذاهبا .
فيشبه أن يكون قوله : { والباقيات الصالحات خير } أي الأعمال التي لها بقاء خير لكم عند الله ثوابا من التي{[12080]} ليس لها البقاء .
ويحتمل { والباقيات الصالحات } أي ما أبقى لكم في الآخرة من الثواب خير لكم مما أعطى لكم في الدنيا ، لأن هذا فان ، وذاك باق ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.