تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ خَيۡرٞ مَّقَامٗا وَأَحۡسَنُ نَدِيّٗا} (73)

الآية 73 : وقوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } قد ذكرنا .

وقوله تعالى : { قال الذي كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا } كان هذا من الكفرة ، خرج جواب ما احتج عليهم أهل الإيمان بالآيات التي ذكروا حجاجا{[12064]} عليهم ، فيقولون : إنكم تقولون : عن الدنيا والآخرة لله فقد وسع علينا الدنيا ، وضيق عليكم ، فعلى ذلك يوسع الآخرة علينا كما فعل في الدنيا ؛ إذ لا يجوز أن يوالينا في الدنيا ، ويعادينا في الآخرة . وعلى هذا قولهم : { نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين } { سبأ : 35 } فظنوا أنه لما وسع عليهم ، وأحسن لهم الندى والمجلس ، كذلك يكونون في الآخرة ، فأكذبهم الله ، ورد عليهم ذلك ، فقال :


[12064]:في الأصل وم: حجابا.