فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّـٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٞ مَّرَدًّا} (76)

{ ويزيد الله الذين اهتدوا } بالإيمان { هدى } بما ينزل عليهم من الآيات ، وذلك أن بعض الهدى يجر إلى البعض الآخر ، والخير يدعوا إلى الخير ، وقيل : المراد بالزيادة العبادة من المؤمنين ، والجملة مستأنفة لبيان حال المهتدين ، وقيل الواو للعطف على جملة الشرط المحكية بالقول .

قال الزجاج : المعنى أن الله يجعل جزاء المؤمنين أن يزيدهم يقينا كما جعل جزاء الكافرين أن يمدهم في ضلالتهم .

{ والباقيات الصالحات } أي الطاعات المؤدية إلى السعادة الأبدية التي تبقى لصاحبها { خير عند ربك ثوابا } مما يتمتع به الكفار من النعم الدنيوية التي افتخروا بها { وخير مردا } هو هنا مصدر كالرد ، والمعنى وخير ردا للثواب على فاعلها ليست كأعمال الكفار التي خسروا فيها ؛ والمراد المرجع والعاقبة أي ما يرد إليه ويرجع وهو الجنة وأفعل التفضيل للتهكم بهم على سبيل المشاكلة للقطع بأن أعمال الكفار لا خير فيها أصلا ، ثم أردف سبحانه مقالة هؤلاء المفتخرين بأخرى مثلها على سبيل التعجب فقال :