قوله تعالى ذكره : { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى }[ 77 ] إلى قوله { وياتينا فردا }[ 81 ] .
أي : ويزيد الله المؤمنين هدى ، لأنهم يؤمنون بكل ما أنزل إليهم من الفرائض ، ويصدقون بها ، ويعملون بها ، فهم في زيادة إيمان{[44632]} وهذا مثل قوله تعالى : { أيكم زادته هذه إيمانا } . . . {[44633]}الآية .
وقيل{[44634]} : يزيدهم هدى بإيمانهم بالناسخ والمنسوخ .
وقيل{[44635]} : هو زيادة في اليقين بجعل جزائهم في الدنيا أن يزيدهم في يقينهم هدى .
ثم قال تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا }[ 77 ] .
يعني : الأعمال الصالحات هي خير عند ربك جزاء لأهلها .
{ وخير مردا } عليهم{[44636]} من مقامات هؤلاء المشركين في أنديتهم ، وافتخارهم بها في الدنيا . وقد تقدم ذكر الباقيات الصالحات ، واختلاف العلماء في معناها{[44637]} في ( الكهف ) .
وقد قيل : ( الباقيات الصالحات ) الإيمان والأعمال الصالحة وسماها باقية{[44638]} ، لأنها تنفع أهلها في الدنيا والآخرة ولا تبطل كأعمال الكفار الذين لا يريدون بها ما عند الله .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم فأخذ عودا يابسا فحط ورقه ، ثم قال{[44639]} : إن لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله يحططن الخطايا كما تحط ورق الشجر الريح ، خذهن يا أبا الدرداء{[44640]} قبل أن يحال{[44641]} بينك وبينهن ، هن{[44642]} الباقيات الصالحات ، وهن من كنوز الجنة{[44643]} . فكان أبو الدرداء ، إذا ذكر هذا الحديث قال : لأهللن الله ، ولأكبرن الله ، ولأسبحن الله حتى إذا رآني الجاهل حسب أني مجنون .
وإنما سميت هذه الكلمات بالباقيات{[44644]} الصالحات لأنها تبقى لأهلها{[44645]} حتى يردوا عليها في الجنة .
وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خذوا جنتكم خذوا جنتكم{[44646]} " فقالوا{[44647]} : يا رسول الله ، أمن عدو قد حضر ؟ قال : " لا ، ولكن من النار . قولوا سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومنجيات ، هن{[44648]} الباقيات الصالحات{[44649]} " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.