اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّـٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٞ مَّرَدًّا} (76)

فصل{[62]}

اعلم أنه – تعالى – لما بين أنه يعامل الكفار " بعد ذلك " {[63]} بما ذكره ، فكذلك يزيد المؤمنين المهتدين هدى ، أي إيمانا وإيقانا على يقينهم{[64]} .

ومن الناس من حمل زيادة الهدى على الثواب ، أي : يزيدهم ثوابا على ذلك الاهتداء ومنهم من فسر الزيادة بالعبادة المرتبة{[65]} على الإيمان .

ثم قال : { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا } . قال المحققون : هي الإيمان ، والأعمال الصالحة تبقى لصاحبها{[66]} وبعضهم قال : الصلوات ، وبعضهم قال : التسبيح وقد تقدم{[67]} . ثم قال : " خير عند ربك ثوابا وخير مردا " عاقبة ومرجعا . ولا يجوز أن يقال : هذا خير إلا والمراد أنه خير من غيره ، فالمراد إذا : أنه خير مما ظنه الكفار بقولهم : { خير مقاما وأحسن نديا } .


[62]:- إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة. كان في فتوته يخرط الزجاج، ومال إلى النحو فعلمه المبرّد، كان مؤدبا لابن الوزير المعتضد العباسي، كانت لـ "الزجاج" مناقشات مع "ثعلب" وغيره، من كتبه: "معاني القرآن"، و"الاشتقاق"، و"خلق الإنسان"، وغيرها من الكتب. ولد في بغداد" سنة 241 هـ وتوفي سنة 311هـ. انظر: معجم الأدباء: 1/47، وإنباه الرواة: 1/159، وآداب اللغة: 2/181 والأعلام: 1/40.
[63]:- ينظر معاني القرآن: 1/1.
[64]:- في أ: نقول.
[65]:- في ب: والسؤالات.
[66]:- في أ: بترجيح.
[67]:- في أ: وذلك.