تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} (136)

الآية 136 وقوله تعالى : { وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا } الآية ؛ فالآية تنقض على من يستثني في إيمانه : لأنه أمرهم أن يقولوا قولا باتا لا ثنيا فيه ، ولا شك ، وكذلك قوله : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } [ البقرة : 137 ] . ثم يحتمل أن يكون هذا ردا على أولئك الكفرة حين فرقوا بين الرسل ؛ آمنوا ببعضهم ، وكفروا ببعض ، وكذلك آمنوا ببعض الكتب ، وكفروا ببعضها ، فأمر الله عز وجل المؤمنين ، ودعاهم إلى أن يؤمنوا بالرسل كلهم والكتب جميعا ، لا يفرقون بين أحد منهم كما فرق أولئك الكفرة ، ويحتمل أن يكون ابتداء تعليم الإيمان من الله عز وجل لهم{[1652]} بما ذكر من الجملة .

ثم اختلف في الحنيف : قيل : الحنيف المسلم ، وقيل : الحنيف{[1653]} الحجاج ، وقيل : كل حنيف ذكر بعده مسلم فهو الحجاج ، وكل حنيف لم يذكر بعده مسلم فهو مسلم ، وقيل{[1654]} : الحنيف المائل إلى الحق والإسلام .


[1652]:- من ط م، في الأصل و ط ع: بهم.
[1653]:- من ط م و ط ع، في الأصل: المسلم.
[1654]:- من ط م، في الأصل و ط ع: وقال.