تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (73)

الآية 73 وقوله تعالى : ( فقلنا اضربوه ببعضها ) قال بعضهم : يعني بفخذها الأيمن . لكن هذا لا يعلم إلا بخبر عن الله تعالى ، ولكن يقال : ( فقلنا ) بقدر ما في الكتاب .

وقوله تعالى : ( كذلك يحيي الله ) أي هكذا يحيي الله الموتى من الوجه الذي لا يتوهمون إحياءه{[994]} بضرب بعض البقرة عليه . كذلك قوله : ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ) [ فاطر : 9 ] فكما أحيى الأرض بعد موتها بالمطر المنزل من السماء يقدر على إحياء الموتى وبعثهم على الوجه الذي لا يظنون ، ولا يتوهمون{[995]} ، والله أعلم .

ويحتمل إحياء ذلك القتيل لما لم يكونوا اطمأنوا على إحياء الموتى ، فأراهم الله عز وجل ذلك ليطمئنوا ، وليستقروا على ذلك ، ولا يضطربوا فيه ، والله اعلم .

[ وقوله تعالى ]{[996]} ( ويريكم آياته ) يحتمل ( آياته ) [ أي ]{[997]} آيات إحياء الموتى وآيات البعث ، ويحتمل ( آياته ) في ما يحتاجون إليه كما أرى من تقدم عند حاجتهم ، ويحتمل ( آياته ) آيات [ نبوة ]{[998]} محمد صلى الله عليه وسلم إذ هو خبر عن الغيب ؛ وأوضح آيات الرسالة الخبر عن الغيب وذكر القصة على الوجه الذي يعلم أن الاختراع لا يبلغ ذلك ليعلموا أنه بالله علم ، إذ{[999]} لم يذكر له خط كتاب ولا اختلاف إلى من عنده ، على أنه لو كان مسموعا منهم لجرى{[1000]} على مثله القول بالزيادة والنقصان ، ولكن منعهم الله تعالى عن ذلك إذ علموا صدقه إشفاقا على أنفسهم أن تنزل عليهم نقمة الله .

وقوله : ( ولعلكم تعقلون ) [ لكي تعقلوا ]{[1001]} آيات وحدانيته ، وتعقلوا{[1002]} أنه قادر على إحياء الموتى بعد الموت .


[994]:- من ط م، في الأصل و ط ع إحياء.
[995]:- من ط م، في الأصل و ط ع: يتوهمونه..
[996]:- من ط م و ط ع.
[997]:- من ط ع.
[998]:- من ط م و ط ع.
[999]:- من ط م، في الأصل و ط ع: أنه إذا.
[1000]:- في الأصل و ط ع: ليجري، في ط م: يجري.
[1001]:- من ط م، في ط ع: لكي تعقلون، ساقطة من الأصل.
[1002]:- من ط م، في الأصل و ط ع: وتعقلون.