بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (73)

{ فَقُلْنَا اضربوه بِبَعْضِهَا } أي اضربوا الميت ببعض أعضاء البقرة . قال بعضهم : بفخذها الأيمن . وقال بعضهم : بلسانها . وقال بعضهم : بعجب ذنبها وهو عظم في أصل ذنبها ، ويقال عليه تركيب الخلق ، فأول شيء يخلق ذلك الموضع ، ثم يركب عليه سائر البدن ، وهو آخر الأعضاء فساداً بعد الموت . فلما ضربوا الميت جلس وأوداجه تشخب دماً ، وقال : قتلني ابنا عمي . فأخذا وقتلا ، ولم يعط لهما من ميراثه شيئاً . وقال عبيدة السلماني : لم يورث قاتل بعد صاحب البقرة .

ثم قال تعالى : { كذلك يُحْييِ الله الموتى } ، كان في ذلك دليل لأولئك القوم أن البعث كائن لا محالة ، لأنهم رأوا الإحياء بعد الموت معاينة ؛ وكان في ذلك دليل لهذه الأمة ولمشركي العرب وغيرهم ، لأن الله لما أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأخبرهم فصدقوه في ذلك أهل الكتاب ولم يكونوا على دينه ، فكان ذلك من أدل الدليل عليهم بالبعث . قوله تعالى : { وَيُرِيكُمْ آياته } ، أي عجائبه مثل إحياء الموتى وغيره . { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ، أي تفهمون أن الذي يخبركم به محمد صلى الله عليه وسلم حق .