فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (73)

واختلف في تعيين البعض الذي أمروا أن يضربوا القتيل به ، ولا حاجة إلى ذلك مع ما فيه من القول بغير علم ، ويكفينا أن نقول : أمرهم الله بأن يضربوه ببعضها ، فأيّ : بعض ضربوا به فقد فعلوا ما أمروا به ، وما زاد على هذا ، فهو من فضول العلم ، إذ لم يرد به برهان .

قوله : { كذلك يحيى الله الموتى } في الكلام حذف ، والتقدير { فَقُلْنَا اضربوه بِبَعْضِهَا } فأحياه الله { كذلك يحيى الله الموتى } أي : إحياء كمثل هذا الإحياء . { وَيُرِيكُمْ ءاياته } أي : علاماته ، ودلائله الدالة على كمال قدرته ، وهذا يحتمل أن يكون خطاباً لمن حضر القصة ، ويحتمل أن يكون خطاباً للموجودين عند نزول القرآن .

/خ74