السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَوۡجَسَ فِي نَفۡسِهِۦ خِيفَةٗ مُّوسَىٰ} (67)

{ فأوجس } أي : أحس { في نفسه خيفة موسى } عليه الصلاة والسلام فإن قيل : كيف استشعر الخوف ، وقد عرض عليه المعجزات الباهرات كالعصا واليد ، ثم إن الله تعالى قال له بعد ذلك : { إنني معكما أسمع وأرى } فكيف وقع الخوف في قلبه ؟ أجيب بأوجه أحدها : أنه خاف من جهة أن سحرهم من جنس معجزته أن يلتبس أمره على الناس ، فلا يؤمنوا به ، الثاني : أنه خوف طبع البشرية مثل ما خاف من عصاه أول ما رآها كذلك ، الثالث : لعله كان مأموراً أن لا يفعل شيئاً إلا بالوحي ، فلما تأخَّر نزول الوحي عليه في ذلك الوقت خاف أن لا ينزل عليه الوحي في ذلك الجمع ، فيبقى الخجل .