و { أَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً } وأوجَسَ{[25484]} : أضمر في نفسه خوفاً . ( وقيل : وجد في نفسه خيفة ){[25485]} .
فإن قيل : كيف استشعر الخوف وقد{[25486]} عرض عليه المعجزات الباهرة كالعصا واليد ، فجعل العصا حيَّة عظيمة ، ثم إنه تعالى أعادها لما كانت ، ثم أعطاه الاقتراحات الثمانية ، وذكر ما أعطاه قبل ذلك من المنن وقال له بعد ذلك كله : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وأرى }{[25487]} ، فمع هذه المقدمات الكثيرة كيف وقع الخوف في قلبه ؟
أحدها : قال الحسن : " إن ذلك الخوف إنما{[25488]} كان لطبع البشرية من ضعف القلب{[25489]} وإن كان قد علم موسى أنهم لا يصلون إليه وأن الله ناصره .
والثاني : قال مقاتل : خاف على القوم أن يلتبس عليهم الأمر فيشكوا في أمره ، فيظنون أنهم قد ساووا موسى - عليه السلام{[25490]} - ويؤكده قوله تعالى : { لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأعلى }{[25491]} .
الثالث : خاف حيث بدأوا{[25492]} وتأخر إلقاؤه أن ينصرف بعض القوم قبل مشاهدة ما يلقيه ، فيدوموا على اعتقاد باطل .
الرابع : لعلَّه - عليه السلام{[25493]}- كان مأموراً بأن لا يفعل شيئاً إلا بالوحي ، فلما{[25494]} تأخر نزول الوحي في ذلك الجمع بقي في الخجل .
الخامس : لعل - عليه السلام-{[25495]} خاف من أنه لو أبطل سحرهم ، فلعلَّ فرعون قد أعد{[25496]} أقواماً آخرين فيحتاج مرة أخرى إلى إبطال سحرهم وهلم جرَّا ، فلا يظهر له مقطع وحينئذ لا يتم الأمر ولا يحصل المقصود{[25497]} .
اختلفوا في عدد السحرة ، فقال الكلبي : كانوا اثنين وسبعين ساحراً ، اثنان من القبط ، وسبعون{[25498]} من بني إسرائيل ، أكرههم فرعون على ذلك مع كل واحد منهم عصا وحبل .
وقال ابن جريج{[25499]} : تسعمائة ، ثلاثمائة من الفرس ، وثلاثمائة من الروم ، وثلاثمائة من الإسكندرية . وقال وهب : خمسة عشر ألفاً . وقال السدي : بضعة وثلاثون ألفاً{[25500]} .
وقال القاسم بن سلام : سبعون ألفاً . وظاهر القرآن لا يدل على شيء من هذه الأقوال{[25501]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.