[ الآية 51 ] وقوله تعالى : { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا } هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : لو شئنا لرفعنا عنك بعض ما حملنا عليك من المؤن : من مؤنة التبليغ والقيام بذلك ، وحملناها{[14497]} غيرك ، فيكون عليك أيسر وأهون من القيام بالكل .
والثاني : لو شئنا لجعلنا غيرك أيضا أهلا للرسالة وموضعا لها في زمانك وحينك ، فبعثناه في بعض القرى والمدن لكنا لم نجعل غيرك أهلا لها ، وخصصناك لها من غيرك{[14498]} من الناس . فهو على الامتنان يخرج والاختصاص له .
ثم لا يخلو ذلك من أن يكون فيهم من يصلح للرسالة ، ويصلح أن يكون أهلا لها وموضعا ، فلم نرسل ، أو كان لم يكن فيهم من يصلح لذلك . فيكون تأويله : لو شئنا لجعلنا فيه من يصلح للرسالة ، ويصلح أن يكون أهلا لها وموضعا .
فأي الوجهين كان فهو ينقض على المعتزلة قولهم لأنه إن كان فيهم من يصلح لها ، وأرسل ، كان أصلح له ، فلم يرسل ، فقد ترك ما هو أصلح له وأخير ، أو يكون ، لا يصلح فيهم أحد لذلك ، لكنه يملك أن يصلحه ، ويجعله أهلا لها ، فهو أصلح له وأخير ، ثم لم يفعل .
دل أن [ له ]{[14499]} أن يترك الأصلح والأخير في الدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.