تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا} (48)

[ الآية 48 ] وقوله تعالى : { وهو الذي أرسل الرياح بشرا } قال بعضهم : نشرا{[14472]} أي حياة ، وقال بعضهم : نشرا للسحاب ، أي تبسطه . وعلى التأويل الأول أي [ يحيي بها ]{[14473]} .

وقوله تعالى : { بين يدي رحمته } أي بين يدي/378- ب/ المطر . سمى المطر رحمة لما برحمته يكون . وكذلك سمى{[14474]} الجنة رحمة لأنها برحمة منه{[14475]} يخل من يدخل{[14476]} فيها .

وقوله تعالى : { بين يدي رحمته } هذا يدل أنه لا يفهم [ من اليد }{[14477]} اليد المعروفة التي هي الجارحة حين{[14478]} ذكر ذلك ولا تعرف ؛ أعني اليد ليعلم أنه لا يفهم من قوله : { بيد الله } [ آل عمران : 73 والحديد : 29 ] وقوله{[14479]} : { بين يدي الله } [ الحجرات : 1 ] ذلك ، وبالله العصمة .

وقرأ بعضهم : { بشرا } بالباء ، وهو من البشارة كقوله : { ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات } [ الروم : 46 ] أي تبشرهم بالرحمة والسعة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وأنزلنا من السماء ماء طهورا } أي ماء يطهر به الأجناس والأقذار الظاهرة منها والباطلة . وكذا الطهور ؛ إنه يطهر حيث ما أصابه .


[14472]:- انظر معجم القراءات القرآنية ج 4/288.
[14473]:- في الأصل وم: يحييها.
[14474]:- أدرج قبلها في الأصل وم :ما.
[14475]:- من م، في الأصل: ما.
[14476]:- في الأصل وم: دخل.
[14477]:- في الأصل وم: باليد.
[14478]:- في الأصل وم: حيث.
[14479]:- في الأصل وم: و.