تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ ذَٰلِكَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَۖ أَيَّمَا ٱلۡأَجَلَيۡنِ قَضَيۡتُ فَلَا عُدۡوَٰنَ عَلَيَّۖ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ} (28)

[ الآية 28 ] وقوله تعالى : { قال ذلك } يعني الشرط ، والله أعلم { بيني وبينك أيما الأجلين قضيت } أي أوفيت ، وعملت : إما الثماني{[15318]} وإما العشر { فلا عدوان علي } يقول : لا سبيل لك علي بعد ذلك ، ولا تبعة . والعدوان : هو الظلم والمجاوزة عن الحد الذي جعل له ؛ يقول : لا ظلم علي ، ولا مجاوزة علي ، أي الاختيار إلي : قضيت أي الأجلين : اخترت ، وشئت أنا .

وقوله{[15319]} تعالى : { والله على ما نقول وكيل } قال بعضهم : والله كفيل على مقالتي ومقالتك . والوكيل : هو الشهيد أو الحافظ ، كأنه يقول : والله على ما نقول شهيد .

ذكر أن جبريل ، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن سئلت : أي الأجلين قضى موسى ؟ فقل : أبرهما وأوفاهما ، وإن سئلت : أي المرأتين تزوج ؟ قل : أصغرهما . فإن ثبت هذا ففيه أنه قضى الأجلين جميعا : الثماني والعشر ، وليس في الآية إلا اقتضاء الأجل [ وهو قوله ]{[15320]} : { فلما قضى موسى الأجل } .

وقال القتبي : { على أن تأجرني } أي تجازيني من التزويج . والأجر من الله إنما هو الجزاء على العمل .


[15318]:- من م، في الأصل: الثاني.
[15319]:- في الأصل وم: ثم قال.
[15320]:- في الأصل وم: حيث.