بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ ذَٰلِكَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَۖ أَيَّمَا ٱلۡأَجَلَيۡنِ قَضَيۡتُ فَلَا عُدۡوَٰنَ عَلَيَّۖ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ} (28)

{ قَالَ } موسى : { ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأجلين قَضَيْتُ } يعني : ذلك الشرط بيني وبينك أيما الأجلين أتممت لك ، إما الثماني وإما العشر { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } أي : لا سبيل لك علي . ويقال : لا ظلم علي بأن أطالب أكثر منه ، فإن قيل : كيف تجوز الإجارة بهذا الشرط على أحد الأجلين بغير وقت معلوم ؟ قيل له : العقد قد وقع على الثماني ، وهو قوله : { أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ } خير في الزيادة والإجارة بهذا الشرط في الشريعة جائزة أيضاً ، ثم قال : { والله على مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } يعني : شهيد فيما بيننا .

ويقال : شاهد على ما نقول ، وعلى عقدنا .

وذكر مقاتل أن رجلاً من الأزد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيما الأجلين قضى موسى ؟ قال : « الله أَعْلَمُ » حتى سأل جبريل ، فأتاه جبريل ، فسأله . فقال : الله أعلم ، حتى سأل إسرافيل عليه السلام فقال : الله أعلم ، حتى سأل رب العزة ، فأوحى الله تعالى إلى إسرافيل عليه السلام أن قد قضى موسى أبرهما وأوفاهما .