ثم قال تعالى : { قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي }[ 28 ] ، ما{[53625]} من " أيما " {[53626]} زائدة أي مضافة إلى الأجلين ، ومعناه{[53627]} أي قال موسى لأبي المرأتين ذلك واجب علي في تزويجي إحدى ابنتيك ، فما قضيت من هذين الأجلين فليس لك علي مطالبة بأكثر منه : { والله على ما نقول وكيل }[ 28 ] ، هذا من قول أبي المرأة ، والتقدير : والله على ما أوجبه كل واحد منا على نفسه شهيد وحفيظ . قال ابن عباس{[53628]} : الجارية التي دعته هي التي تزوج{[53629]} .
قال{[53630]} السدي : أمر أبو المرأتين إحدى ابنتيه أن تعطي موسى عصا ، فأتته بعصا كان قد{[53631]} استودعها عنده ملك في صورة رجل ، فلما رآها الشيخ قال : لا ، إيتيه{[53632]} بغيرها ، فألقتها تريد أن تأخذ غيرها ، فلا يقع في يدها إلا هي ، وجعل يرددها{[53633]} فلا يخرج في يديها غيرها ، فأعطاها له ، فخرج موسى معه فرعى{[53634]} بها ، ثم إن الشيخ ندم وقال : كانت وديعة ، وخرج يتلقى{[53635]} موسى ، فلما لقيه قال : أعطيني العصا ، فقال موسى : هي عصاي ، فأبى أن يعطيه فاختصما ، فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما ، فأتاهما ملك يمشي يقضي بينهما ، فقال : ضعوها في الأرض ، فمن حملها فهي له ، فعالجها{[53636]} الشيخ فلم يطقها ، وأخذها موسى بيده فرفعها فتركها له الشيخ فرعاها له عشر سنين{[53637]} .
قال ابن عباس{[53638]} : كان موسى أحق بالوفاء .
قال كعب : تزوج موسى{[53639]} التي أتت تمشي على استحياء وقضى أوفى الأجلين .
وقال ابن زيد : قال أبو الجارية لموسى : ادخل ذلك البيت ، فخذ عصا تتوكأ عليها ، فدخل موسى ، فلما وقف على باب البيت ، طارت إليه تلك العصا فأخذها{[53640]} ، فقال{[53641]}/ ، الشيخ : أرددها وخذ أخرى مكانها ، فردها ثم ذهب ليأخذ أخرى فطارت إليه{[53642]} كما هي ، فقال : أرددها حتى فعل ذلك{[53643]} ثلاثا ، فقال : أرددها ، فقال : لا آخذ غيرها اليوم ، فالتفت إلى ابنته ، فقال : يا بنية إن زوجك لنبي{[53644]} .
قال عكرمة{[53645]} : كان آدم قد خرج بعصا موسى من الجنة ، ثم قبضها بعد ذلك جبريل صلى الله عليه وسلم فلقي بها موسى ليلا ، فدفعها إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.