تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (33)

الآية 33 وقوله تعالى : { ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم } ظاهر هذا : أنه { سيء بهم } بالواقع من الفعل بهم ، إنما( {[15749]} ) ساء ظنه أنهم يفعلون بهم لما يعلم من قومه( {[15750]} ) الخبيث من العمل { وضاق بهم ذرعا } هذه كلمة تتكلم بها العرب عند انقطاع جميع الحيل .

فلوط إنما قال ذلك لما لم ير [ لنفسه حيلة ] ( {[15751]} ) يدفع بها شرهم وما قصدوا بهم .

إلا ترى أنه قال في آية أخرى : { قال لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد } ؟ [ هود : 80 ] .

[ وقوله تعالى ]( {[15752]} ) : { وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك } هذا يدل على أنهم قد قصدوهم ولوطا بالإهلاك . ألا ترى أنه قال في آية أخرى : { لن يصلوا إليك } ؟ [ هود : 81 ] دل هذا أنهم قصدوهم بالإهلاك حتى قالوا : { إنا منجوك وأهلك } وأنهم إنما أرادوا بالإخراج بقولهم : { لتكونن من المخرجين } [ الشعراء : 167 ] إخراج قتل ؛ إذ لو كان إخراجا من القرية ، لا يقتل ، لكان لا تكون له النجاة منهم والأمن ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { إلا امرأتك كانت من الغابرين } وفي بعض الآيات { إلا امرأته قدرناها من الغابرين } [ النمل : 57 ] والغبور فعلها . ثم اخبر أنه قدر ذلك ؛ دل [ أن ]( {[15753]} ) أفعال العباد مخلوقة لله [ مقدرة ] ( {[15754]} ) له ، والله أعلم .


[15749]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: لكن.
[15750]:من م، في الأصل: قوم.
[15751]:في الأصل وم: نفسه.
[15752]:ساقطة من الأصل وم.
[15753]:ساقطة من الأصل وم.
[15754]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.