الآية 33 وقوله تعالى : { ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم } ظاهر هذا : أنه { سيء بهم } بالواقع من الفعل بهم ، إنما( {[15749]} ) ساء ظنه أنهم يفعلون بهم لما يعلم من قومه( {[15750]} ) الخبيث من العمل { وضاق بهم ذرعا } هذه كلمة تتكلم بها العرب عند انقطاع جميع الحيل .
فلوط إنما قال ذلك لما لم ير [ لنفسه حيلة ] ( {[15751]} ) يدفع بها شرهم وما قصدوا بهم .
إلا ترى أنه قال في آية أخرى : { قال لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد } ؟ [ هود : 80 ] .
[ وقوله تعالى ]( {[15752]} ) : { وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك } هذا يدل على أنهم قد قصدوهم ولوطا بالإهلاك . ألا ترى أنه قال في آية أخرى : { لن يصلوا إليك } ؟ [ هود : 81 ] دل هذا أنهم قصدوهم بالإهلاك حتى قالوا : { إنا منجوك وأهلك } وأنهم إنما أرادوا بالإخراج بقولهم : { لتكونن من المخرجين } [ الشعراء : 167 ] إخراج قتل ؛ إذ لو كان إخراجا من القرية ، لا يقتل ، لكان لا تكون له النجاة منهم والأمن ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إلا امرأتك كانت من الغابرين } وفي بعض الآيات { إلا امرأته قدرناها من الغابرين } [ النمل : 57 ] والغبور فعلها . ثم اخبر أنه قدر ذلك ؛ دل [ أن ]( {[15753]} ) أفعال العباد مخلوقة لله [ مقدرة ] ( {[15754]} ) له ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.