قوله : { إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ } ، قرأ أبو عمرو وعاصم «يَدْعُون »{[41505]} بياء الغيبة ، والباقون بالخطاب . و «ما » يجوز أن تكون موصولة منصوبة{[41506]} ب «يَعْلَمُ » أي يعلم الذين يدعونهم{[41507]} ويعلم أحوالهم ، و «من شيء » مصدر ، وأن تكون استفهامية{[41508]} ، وحينئذ يجوز فيها وجهان أن تكون هي وما عملت فيها معترضاً بين قوله : «يَعْلَمُ » وبين قوله : { وَهُوَ العزيز الحكيم } كأنه قيل : أَيُّ شيءٍ تدعون من دون الله{[41509]} .
والثاني : أن تكون متعلقة «لِيَعْلَمَ » فتكون في موضع نصب بها ، وإليه ذهب الفارسي{[41510]} وأن تكون نافية و «مِنْ » في «مِنْ شَيْءٍ » مزيدة في المفعول به كأنه قيل : ما تدعون من{[41511]} دون الله ما يستحق أن يطلق عليه شيء .
قال الزمخشري : هذا زيادة توكيد على التمثيل حيث إنهم لا يدعون من دونه{[41512]} من شيء يعني ما يدعون ليس بشيء ، وهو عزيز حكيم ، فكيف يجوز للعاقل أن يترك القادر الحكيم ويشتغل بعبادة ما ليس بشيء أصلاً وهذا يفهم منه أنه{[41513]} جعل «ما » نافية ، والوجه فيه حينئذ أن تكون الجملة معترضة كالأول من وجهي الاستفهامية ، وأن تكون مصدرية ، قال أبو البقاء{[41514]} : و «شيء » مصدر ، وفي هذا نظر ، إذ يصير التقدير يعلم دعاءكم في شيء من الدعاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.