تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ وَٱمۡرَأَتِي عَاقِرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكَ ٱللَّهُ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ} (40)

الآية 40 [ وقوله تعالى ]{[3801]} : { قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر } الآية ؛ يحتمل هذا الكلام وجوها :

أحدها : لا على الإنكار أي لا يكون ، لكن ههنا{[3802]} يحتمل لأنه كان أعلم بالله وقدرته أن ينطق به ، أو يخطر بباله .

والثاني : { أنى يكون لي غلام } أي كيف وجهه وسببه ؟ وكذلك قوله : { أنى لك هذا } وقوله{[3803]} : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها }

[ البقرة : 259 ] وقوله{[3804]} : { أنى يكون له الملك علينا } [ البقرة : 247 ] أي كيف وجهه ؟ وما سببه ؟

والثالث : { أنى يكون لي غلام } في الحال التي أنا عليها ، أو أرد إلى الشباب ، فيكون لي{[3805]} الولد{[3806]} .

وقوله تعالى : { وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر } وذكر في سورة مريم { رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغني من الكبر عتيا }

[ الآية 8 ] ذكر على التقديم والتأخير ، وكذلك قوله : { ثلاثة أيام إلا رمزا } [ آل عمران : 41 ] وقوله{[3807]} : { ثلاث ليال سويا } [ مريم : 10 ] ، والقصة واحدة ، وذكر على التقديم والتأخير وعلى اختلاف الألفاظ واللسان . دل أنه ليس على الخلق حفظ اللفظ واللسان

[ وإنما ]{[3808]} عليهم حفظ المعاني المدرجة المودعة{[3809]} فيها ، وبالله التوفيق وعلم{[3810]} أنه لم يكن على كلا{[3811]} القولين ، ولم يكن بهذا اللسان .

وقال تعالى : { قال كذلك الله يفعل ما يشاء } كقوله{[3812]} : { قال كذلك قال ربك هو على هين } [ مريم : 21 ] وإن اختلف اللسان .


[3801]:ساقطة من الأصل وم.
[3802]:درج بعدها في الأصل وم: لا.
[3803]:في الأصل وم: و.
[3804]:في الأصل وم: و.
[3805]:في الأصل وم: إلي.
[3806]:أدرج بعدها في الأصل وم: هذان الوجهان يحتملان أما الأول فإنه لا يحتمل.
[3807]:في الأصل وم: و.
[3808]:من م، في الأصل: إنما.
[3809]:من م، في الأصل: الموعودة.
[3810]:في الأصل وم: ويعلم.
[3811]:في الأصل وم: كل.
[3812]:في الأصل وم: وقوله.