الآية 41 : وقوله تعالى : { قال رب اجعل لي آية } طلب من ربه آية لما{[3813]} لعله لم يعرف أن تلك البشارة بشارة الملائكة أو وساوس
[ إبليس ]{[3814]} ، فطلب آية ليعرف أن تلك البشارة بشارة الملائكة من الله جل وعلا لا بشارة إبليس لأنه لا يقدر أن يفتعل في الآية لأن فيها تغير الخلقة والجوهر ، وهم لا يقدرون على ذلك ، أو{[3815]} لعلهم يقدرون على الافتعال بالبشارة . ألا ترى أن إبراهيم ، صلوات الله على نبينا وعليه ، لما نزل به الملائكة لم يعرفهم بالكلام ، وهابهم{[3816]} حتى { قال إنكم قوم منكرون } [ الحجر : 63 ] و{[3817]}
{ قالوا لا تخلف إنا أرسلنا إلى قوم لوط } [ هود : 70 ] فذهب ذلك الروع منه بعدما أخبروه أنهم ملائكة ، رسل الله ، أرسلهم إليه .
وقوله تعالى : { قال آيتك ألا تلكم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا } قال بعضهم أهل التفسير : حبس لسانه عقوبة له بقوله : { أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر } لكن ذلك ، خطأ ، والوجوه فيه منعه من تكليم الناس ، ولم يمنعه عن الكلام في نفسه . ألا ترى أنه أمره أن يذكر ربه ، ويسبح بالعشي والإبكار بقوله{[3818]} : { واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار } ؟ ويحتمل أن يكون أراه آية في نفسه من نوع [ ما كان سؤاله إذا ]{[3819]} كان عن العلم بالولد في غير حينه ، فأراه [ أن منع ]{[3820]} اللسان عن النطق هو {[3821]} أعلى أحوال الاحتمال ليكون آية للأول .
وقيل : في قوله : { رب اجعل لي آية } إنه طلب آية لجهله بعلوق الولد ، وليعرف{[3822]} متى يأتيها .
وقوله تعالى : { إلا رمزا } قيل : الرمز تحريك الشفتين ، وقيل : هو الإيماء بشفتيه ، وقيل : هو الإشارة بالرأس ، وقيل : هو الإشارة باليد ، والله أعلم بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.