{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا } هو أمر من الله سبحانه للملائكة بأن يحشروا المشركين { وَأَزْوَاجَهُمْ } وهم أشباههم في الشرك والتابعون لهم في الكفر والمشايعون لهم في تكذيب الرسل ، كذا قال قتادة وأبو العالية ، وقال الحسن ومجاهد : والمراد بأزواجهم نساؤهم المشركات الموافقات لهم على الكفر والظلم ، وقال الضحاك أزواجهم قرناؤهم من الشياطين يحشر كل كافر مع شيطانه ، وبه قال مقاتل .
قال ابن عباس : تقول الملائكة للزبانية هذا القول أو خطاب من بعضهم لبعض بحشر الظلمة من مقامهم إلى الموقف ، وقيل : من الموقف إلى الجحيم ، وعن عمر بن الخطاب قال : أمثالهم الذين هم مثلهم يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر ، أزواج في الجنة وأزواج في النار ، وعن ابن عباس أيضا قال : أشباههم ، وفي لفظ نظراؤهم ، أي من العصاة عابد الصنم مع عبدة الأصنام وعابد الكوكب مع عبدة الكواكب ، كقوله : { وكنتم أزواجا ثلاثة } ولا مانع من حمل الآية على الجميع . { وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ }
{ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ } من الأصنام والشياطين ونحوها ، وهذا العموم المستفاد من ما الموصولة ، فإنها عبارة عن المعبودين لا عن العابدين كما قيل : مخصوص ، لأن من طوائف الكفار من عبد المسيح ، ومنهم من عبد الملائكة ، فيخرجون بقوله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } ووجه حشر الأصنام مع كونها جمادات لا تعقل هو زيادة التبكيت لعابديها ، وتخجيلهم وإظهار أنها لا تنفع ولا تضر ، وقيل : الموصول عبارة عن المشركين خاصة جيء به لتعليل الكم بما في حيز صلته ، فلا عموم ولا تخصيص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.