ثم( في المنافقين قال ){[6674]} : { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } .
ثم يحتمل قوله تعالى : { يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } قولا وفعلا . وأما القول فكقولهم {[6675]} : { إنا معكم إنما نحن مستهزءون } ( البقرة : 14 ) وغيره من الآيات . وأما الفعل ( فقد كانوا ){[6676]} يمنعون المؤمنين أن يغزوهم كقوله تعالى : { وإن منكم لمن يبطئن } ( النساء : 72 ) وكقوله{[6677]} تعالى : { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } ( آل عمران : 173 ) وكقوله تعالى : { فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين } ( التوبة : 46 ) كانوا يمنعون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسلمين عن أن يغزوهم ، ويقاتلوهم . فهم ، وإن كانوا يرون من أنفسهم الموافقة للمؤمنين في الظاهر ، فإنهم كانوا في الحقيقة معهم . فهذا ، والله أعلم تأويل قوله تعالى : { يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } .
وقوله تعالى : { أيبتغون عندهم العزة } قيل : قوله تعالى : { أيبتغون } على طرح الألف ، وأنها زائدة ؛ أي يبتغون بذلك من عندهم العزة ، ثم يحتمل قوله تعالى{ أيبتغون عندهم العزة } وجهين : تحتمل{ العزة } المصنعة والنصرة ، وكانوا يطلبون بذلك النصرة والقدرة عند الكافرين . وتحتمل{ العزة } ليتعززوا بذلك .
والأصل أن حرف الاستفهام ، من{[6678]} الله ، له حق الإيجاب على ( ما ){[6679]} يقتضي جوابه من حقيقة الاستفهام أن الله عالم ، لا يخفى عليه شيء يستفهم . جل عن ذلك .
وقوله تعالى : { فإن العزة لله جميعا } أي القدرة والنصرة ، كلها لله ، من عنده تكون ، وبه يتعزز( المرء ){[6680]} في الدنيا والآخرة ، ليس من عند أولئك الذين يطلبون منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.