تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (143)

الآية 143

وقوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } قال أكثر هذا التأويل : ليسوا بمسلمين مخلصين ، ولا مشركين مصرحين . وهو أيضا قول قتادة . وقال مقاتل : ليسوا مع اليهود فيظهروا{[6715]} ولايتهم لهم ، وليسوا مع المؤمنين في التصديق مع الولاية . ويحتمل غير هذا ، وهو ( أنهم لم يظهروا ){[6716]} لكل واحد من الفريقين منهم الموافقة لهم والكون معهم ، بل ظهر منهم الخلاف عند كل فريق لأنهم كانوا أصحاب طمع عباد أنفسهم ، يكونون حيث رأوا السعة معهم ؛ فلا{ إلى هؤلاء } في حقيقة الدين عند أنفسهم{ ولا إلى هؤلاء } فذلك ، والله أعلم ، تأويله .

وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } قيل : حجة على ما قيل في الأول ، وقيل : { فلن تجد له سبيلا } يعني هدى ( وطريقا مستقيما ){[6717]} ، والله أعلم . وعن الحسن : ( ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } ما دام كافرا ، فإذا تاب ، ورجع عن ذلك ، فله السبيل ) .


[6715]:في الأصل وم: فيظهرون.
[6716]:في الأصل وم: أنه لم يظهر.
[6717]:في الأصل وم: وطريق المستقيم.