وقوله تعالى : { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } تأويله ، والله أعلم ، أن ليس لله حاجة في تعذيبه إياكم إن صدقتم ، وآمنتم . ولكن الحكمة توجب تعذيب من كفر به . وإلا ليس له حاجة في تعذيبكم ، والله أعلم .
ويحتمل أن يكون هذا في قوم فرطوا في التكذيب ومعاندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا أنهم ، ون آمنوا به ، وصدقوه ، لم يغفر لهم ما كان من التفريط في التكذيب والتمرد في المعاندة . فأخبر عز وجل أنه لا يعذبهم إن آمنوا به بما كان منهم من الكذب والعناد كقوله تعالى : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } ( الأنفال : 38 ) والله أعلم .
ثم الشكر في ما بين الخلق يكون على الجزاء والمكافآت ؛ إذ ليس في وسعهم القيام بأداء شكر أصغر نعم أنعمها عمرهم . فدل أنه ليس يخرج الأمر على ما به أمر المكافأة . ولكنه يخرج على وجوه :
( أحدها ){[6740]} : على معرفة النعم أنها منه .
والثاني : على معرفة التقصير والاعتراف بالعجز عن أداء شكرها .
والثالث : ألا يستعملوها إلا في طاعة ربهم .
وقوله تعالى : { وكان الله شاكرا عليما } يقبل الإيمان بعد الجحود والتكذيب ، إذا تاب . وقيل : { شاكرا } أي يقبل القليل من العمل إذا كان له خالصا ليس كملوك الأرض لا يقبلون اليسير من الأشياء . وقيل : { شاكرا } يقبل اليسير من العمل ، ويعطي الجزيل من الثواب . وذلك هو الوصف في الغاية من الكرم ، والله أعلم .
وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : ما يعبأ الله بعذابكم{ إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما } . لأعمالكم الحسنة { عليما } بها ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.