الآية 44 وقوله تعالى : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا } يقول : أعطوا حظا من علم { الكتاب } وهم علماؤهم { يشترون الضلالة } بعلم الكتاب . ويحتمل { يشترون الضلالة } بالهدى ، وكذلك قيل في حرف حفصة على ما ذكر في غير هذه الآية { اشتروا الضلالة بالهدى } ( البقرة 16 و135 وذلك أنهم كانوا ( آمنوا بمحمد ){[5687]} صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث فلما لم يبعث على هواهم كفروا به كقوله تعالى : { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به } ( البقرة 89 ) ويحتمل يشترون ضلال غيرهم بالتحريف والرشا وغير ذلك كقوله تعالى : { ينفقون أموالهم ليصدوا عم سبيل الله } ( الأنفال 36 ) وقوله : { اتبعوا سبيلا } ( العنكبوت 12 ألم تر حرف التعجيب عن أمر قد بلغه ، فيخرج مخرج التذكير ، أو لم يبلغه فيخرج مخرج التعليم ؟ والله أعلم .
وقوله تعالى : { ويريدون أن تضلوا السبيل } يحتمل وجهين : { ويريدون } أي يتمون { أن تضلوا السبيل } لتدوم ، لهم الرئاسة والسياسة ، إذ كانت لهم الرئاسة على من كان على دينهم ، ولم يكن لهم ذلك على من لم يكن على دينهم ، فتمنوا أ ن يكونوا على دينهم لتكون لهم الرئاسة عليهم وقيل : { ويريدون ان تصلوا السبيل } أي يأمرونهم ويدعونهم إلى دينهم لما ذكرنا في طلب المنافع وإبقاء الرئاسة والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.