الآية 40 وقوله تعالى : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } وقوله تعالى : { ولا يظلمون قتيلا } ( النساء 49 والإسراء 71 ) ( وقوله تعالى ){[5626]} { ولا يظلمون نقيرا } ( النساء 124 ) وقوله تعالى ) {[5627]} { وما ربك بظلام للعبيد } ( فصلت 46 ) ذكر هذا والله أعلم لئلا يظن جاهل إذا رأى ألم الأطفال والصغار وما يحل بهم أن ذلك ظلم منه ، لكن ذلك والله أعلم ، ليعلم أن الصحة والسلامة إفضال من الله تعالى لهم لا لحق عليه{[5628]} ذلك إذ له أن يخلق كيف يشاء صحيحا أو سقيما .
ثم من ظلم ، أخبر في الشاهد فإنما يظلم لإحدى خلتين : إما لجهل بالعدل والحق ، وإما لحاجة تمسه ( تدفعه ، فتحمله ) {[5629]} فالله سبحانه وتعالى غني بذاته عالم لم يزل يتعالى أن تمسه حاجة ، أو يخفى عليه شيء مع ما كان معنى الظلم في الشاهد هو التناول مما{[5630]} ليس له وكل الخلائق من كل الوجوه له ، فلا معنى ثم للظلم .
ثم قيل في الذرة : إنها نملة وكذلك في حرف ابن مسعود رضي الله عنه مثقال نملة وقيل : مثقال حبة وهو على التمثيل ليس على التحقيق ذكر بصغر جثته أنه لا يظلم ذلك المقدار فكيف ما فوق ذلك ؟ لا أن مثله يحتمل أن يكون لكن لو كان فهو بتكوينه وبالله التوفيق .
وقوله تعالى : { وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } هذا على المعتزلة لأنهم يقولون : من ارتكب كبيرة يخلد في النار ومعه حسنات كثيرة فأخبر عز وجل : { وإن تك حسنة يضعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } وهي الجنة وهذا لسوء ظنهم وإياسهم من رحمته .
عم أنس رضي الله عنه أن{[5631]} النبي صلى الله عليه وسلم قال ، " إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها إما بذوق في الدنيا وإما بجزاء في الآخرة " ( مسلم 2808 ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول الله تعالى : أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إحصان " ( بنحوه الطبراني في الصغير 861 ) قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ( فمن شك فيقرأ : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.