تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ} (19)

الآية 19 وقوله تعالى : { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ } [ الخائنة ]{[18193]} والخيانة واحدة ، وهي{[18194]} ما قال عز وجل :

{ ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم إلا قليلا } [ المائدة : 13 ] أي خيانة{[18195]} .

وقال بعضهم : هي النظرة بعد النظرة ؛ أما الأولى فليس فيها شيء ، وأما الثانية ، فعليه مأثمها .

وقوله تعالى : { وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } أي ما يتكلم له المرء ، ولم يعمل [ به ]{[18196]} كل ذلك يعلمه الله تعالى .

وقال بعضهم : { خائنة الأعين } هي التي ينتظر بها غفلة الناس ، إذا غفلوا عنه ، نظر إلى ما يهواه ، ويحبه { وما تُخفي الصدور } هو ما ذكر عز وجل : { ليعلم ما تُكنّ صدورهم وما يُعلنون } [ النمل : 74 . والقصص : 69 ] يذكر هذا ليكونوا أبدا مراقبين أنفسهم حافظين لها عما لا يحل من السمع والبصر والفؤاد [ لقوله ]{[18197]} : { كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [ الإسراء : 36 ] ليكونوا أبدا على حذر من ذلك وخوف ، والله أعلم .


[18193]:ساقطة من الأصل وم.
[18194]:في الأصل وم: وهو.
[18195]:من م، في الأصل: خائنة.
[18196]:ساقطة من الأصل وم.
[18197]:ساقطة من الأصل وم.