الآية 3 وقوله تعالى : { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ } قال أهل التأويل : { فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ } أي بيّنت [ ما ]{[18391]} فيه من الحلال والحرام ومالهم وما عليهم وما يُؤتى وما يُتّقى ونحوه .
وعندنا يحتمل قوله : { فُصّلت آياته } وجهين :
أحدهما : { فصّلت آياته } أي فُرّقت كل آية من الأخرى : من نحو آية التوحيد ، فرّقت من آية الرسالة ، وفُرّقت آية البعث من غيرها .
والثاني : يحتمل التفريق في الإنزال ، أي فُرّقت آياته في الإنزال ؛ لم يجمع بينها في الإنزال ، ولكن فرّقها{[18392]} في أوقات متباعدة .
ويحتمل قوله : { فصّلت آياته } بُيّنت على غير ما قاله أهل التأويل ، وهو أن بُيّنت آياته بالحجج والبراهين حتى يُعلم أنها آيات من الله تعالى .
وقوله تعالى : { قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي أنزله بلسان يعلمونه ، ويفهمونه ، لا بلسان لا يعلمونه ، ولا يفهمونه ، أي أنزله بلسانهم .
ويحتمل { لقوم يعلمون } أي ينتفعون بعلمهم ، أي [ جعل ]{[18393]} إنزاله لقوم ينتفعون . فأما من لم ينتفع به فلم يجعل الإنزال به ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.