الآية 5 وقوله تعالى : { وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ } لا شك أن قلوبهم على ما ذكروا أنها في أكِنّة ، وفي آذانهم وقرًا ، لأنه ذكر جل ، وعلا ، أنه جعل على قلوبهم أكنّة وفي آذانهم وقرا حين{[18395]} قال : { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا } [ الأنعام : 25 و . . . ] على ما أخبروا أن قلوبهم في أكنّة وأغطية{[18396]} ، وفي آذانهم وقرا ، لا يفقهون ما يُدعَون إليه ، ولا يسمعون ذلك ، وإن كانوا يفقهون غيره ، ويسمعون ، لأنهم كذلك { وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا إليه } .
وقوله تعالى : { وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } إن ثبت ما ذكر بعض أهل التأويل أن ثوبا رفعوا في ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : كن أنت يا محمد في جانب ، ونكون نحن في جانب آخر ، ونحوه من الكلام ، فهو ذلك ، وإلا احتمل أن يكون قوله : { ومن بيننا وبينك حجاب } هو ما حجبتهم ظلمة الكفر ، وغطّتم ، عن فهم ما دعوا إليه وعلم ما دعاهم إليه محمد{[18397]} صلى الله عليه وسلم .
وقوله تعالى : { فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : اعمل أنت بدينك فإننا عاملون بديننا كقوله تعالى : { لكم دينكم ولي دين } [ الكافرون : 6 ] .
والثاني : فاعمل أنت في كيدنا فإنا عاملون [ في كيدكم والمكر بكم ، والله أعلم .
[ ويحتمل أن يقولوا : اعمل أنت لإلهك فإننا عاملون ]{[18398]} ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.