تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (28)

الآية 28 وقوله تعالى : { وترى كل أمّة جاثية كل أمّة تُدعى إلى كتابها } يحتمل أن يكون ما ذكر من الجُثُوّ للرُّكَب في الآخرة تعريفا{[19234]} لهم وإنباء أنهم يختصمون يوم القيامة جاثين للرُّكب كما يختصم في الدنيا عند الحكام والأمراء جاثين للرّكب ، والله أعلم .

ويحتمل أن يذكر جُثوّهم لما لا تقوم لهم الأقدام ، أو لا حملهم لهول ذلك اليوم والحيوق فيها ، فيكونون جاثين للركب [ لا ]{[19235]} يقومون بها ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { كل أمّة تُدعى إلى كتابها } [ يحتمل { كتابها } ]{[19236]} كتاب كل في نفسه ، وهو كقوله تعالى : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عُنقه } [ الإسراء : 13 ] وقوله تعالى : { وأما من أوتي كتابه بشماله } [ الحاقة : 25 ] ونحوه .

ويحتمل أن يكون قوله : { كل أمّة تُدعى إلى كتابها } الذي دُعيت إليه في الدنيا من نحو القرآن ونحوه ، فيقال : يا أهل الإنجيل ، يا أهل التوراة ، ونحو ذلك والله أعلم .

ويحتمل أن يكون { كل أمّة تُدعى إلى كتابها } أي إلى حسابها الذي عملت في الدنيا .

وتفسير ذلك ما ذكر { اليوم تُجزون ما كنتم تعملون } .


[19234]:في الأصل وم: تعريف.
[19235]:في م، و: ساقطة من الأصل.
[19236]:من م، ساقطة من الأصل.