فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ} (3)

{ بسم الله الرحمن الرحيم } { حم } الله أعلم بمراده به ، وقد تقدم الكلام على هذا مستوفى ، وبيان ما هو الحق من أن فواتح السور من المتشابه الذي يجب أن يوكل علمه إلى من أنزله { تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما } من المخلوقات بأسرها { إلا بالحق } ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا هو استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي إلا خلقا متلبسا بالحق الذي تقتضيه المشيئة الإلهية .

{ وأجل } أي وبتقدير أجل { مسمى } وهذا الأجل هو يوم القيامة ، فإنها تنتهي فيه السماوات والأرض وما بينهما ، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، وقيل المراد به هو انتهاء أجل كل فرد من أفراد المخلوقات ، والأول أولى ، وهذا إشارة إلى قيام الساعة وانقضاء مدة الدنيا ، وأن الله لم يخلق خلقه باطلا وعبثا لغير الله ، بل خلقه للثواب والعقاب .

{ والذين كفروا عما أنذروا } وخوفوا به في القرآن من البعث والحساب والجزاء والعذاب { معرضون } والجملة في محل نصب على الحال ، أي : والحال أنهم مولون غير مستعدين له ولا مؤمنين به { قل أرأيتم } أخبروني { ما تدعون } وتعبدون { من دون الله } من الأصنام وغيرها .