تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ} (2)

الآية 2 [ وقوله تعالى ]{[19397]} : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات و بما نُزّل على محمد } يقول : والذين آمنوا بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما نُزّل عليه ، وثبتوا على ذلك لم يُضلّ أعمالهم ، ولم يُبطل إيمانهم الذي كان منهم ، بل يُكفّر سيئاتهم التي كانت منهم من الكفر وغيره من السيئات .

أو يقول : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزّل على محمد } صلى الله عليه وسلم { كفّر عنهم سيئاتهم } وهي{[19398]} الكفر ، والمساوئ التي كانت لهم من الكفر كقوله تعالى : { إن ينتهوا يُغفَر لهم ما قد سلف } [ الأنفال : 38 ] .

إن كانت الآية في مؤمني ومشركي العرب وأهل مكة فيكون{[19399]} قوله { كفّر عن سيئاتهم } الشرك والمساوئ التي كانت لهم في حال الكفر .

وإن كانت في أهل الكتاب فيكون قوله : { كفّر عنهم سيئاتهم } في حال إيمانهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وهو الحق من ربهم } هذا يخرّج على وجهين :

أحدهما : { وآمنوا بما نُزّل على محمد } صلى الله عليه وسلم { وهو الحق من ربهم } نُزّل ، وكل شيء من الله تعالى فهو الحق .

والثاني : { وهو الحق من ربهم } وهو الصدق من ربهم .

وقوله تعالى : { وأصلح بالهم } أي حالهم وشأنهم في ما كان من قبل وفي ما بعده .


[19397]:ساقطة من الأصل وم.
[19398]:في الأصل وم: وهو.
[19399]:في الأصل وم: يكون.