الآية 6 وقوله تعالى : { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة } قوله : { مصدقا } يحتمل وجوها .
أحدهما : أن يقول : جئت إليكم بالبعث [ الذي وصف ] {[21138]}في التوراة أو { مصدقا } [ ما ]{[21139]} في التوراة وبكتب الله تعالى ليعلم أن الرسل كان يلزمهم بالكتب المتقدمة والرسل جميعا كما يلزم ذلك أمّتهم ، أو يقول : { مصدقا } يعني آمركم بعبادة الله عز وجل وتوحيده كما أمرتم به في التوراة ليعلم أن الرسل كان دينهم واحدا ، وأنهم كلهم يدعون إلى التوحيد وعبادة الرحمان .
وأما الشرائع فقد يجوز اختلافها ، ولا يدل على اختلاف في الدين ، لأن الشرائع قد تختلف في رسول واحد ، ولا تختلف في دينه ، فكذلك الرسل ، والله الموفق .
وقوله تعالى : { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } يعني مبشرا برسول ، يصدق بالتوراة على مثل تصديقي ، فكأنه قيل : له [ ما ]{[21140]} اسمه ؟ فقال : اسمه أحمد .
وقوله تعالى : { فلما جاءهم بالبينات } قال بعضهم : الذي جاءهم عيسى عليه السلام وقال بعضهم : محمد صلى الله عليه وسلم وقد جاؤوا جميعا . وقوله : { بالبينات } أي بالبينات التي تبين أن الذي جاء به إنما جاء من عند الله .
وقوله تعالى : { قالوا هذا سحر مبين } أو ساحر مبين {[21141]} . واختلفوا في من قيل له : هذا ، قال بعضهم : هو عيسى عليه السلام وقال بعضهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وقد قالوا : لهما جميعا .
ويحتمل أن يكون هذا قول أكابر الكفرة للضعفاء منهم ، وذلك أنهم لم يجدوا سببا للتمويه سوى أن نسبوه إلى السحر ، وهذا يدل أنه جاءهم بالآيات المعجزة حين {[21142]} نسبوه إلى السحر وقالوا : { هذا سحر مبين } وإنا /567- أ/ لا نعلم السحر .
ولو كان الذي جاءهم به سحرا كان حجة عليهم لأنهم قد علموا أن الرسل لم يختلفوا إلى السحرة ، ولم يتعلموا منهم ، وكان لا يتهيأ لهم اختراعه من تلقاء أنفسهم ، فلو كان سحرا كان حجة عليهم ، لأنهم قد علموا ما ذكرنا ، وأن {[21143]}الله تعالى برأه ، ونزهه ، من السحر بقوله {[21144]} تعالى : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره }[ الآية : 8 ] نور الله ، يعني دين الله وكتاب الله ورسل الله ، وقوله : { بأفواههم } أي ليست عندهم حجة ولا معنى ، يدفعون به هذا النور سوى أن يقولوا بألسنتهم : هذا سحر ، والله الموفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.