تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

الآية 3 وقوله تعالى : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } فإن كان معناه الخفض ، فهو منسوق على قوله : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم } وفي الآخرين : { لما يلحقوا بهم } فيكون فيه إخبار أن رسالته تبقى إلى آخر الدهر ، وإن كان معناه النصب فهو منسوق على قوله : { ويعلمهم الكتاب والحكمة } فيكون فه بشارة أنه يكون في الآخرين علماء أتقياء حكماء كما كان في هؤلاء .

وقال بعضهم : يحتمل أن يكون هذا في [ أهل ]{[21207]} النفاق ، فيكون معناه : هو الذي بعث في الأميين رسولا ، فيصيرون علماء حكماء مؤمنين على الحقيقة في الظاهر والباطن ، وآخرين من هؤلاء الأميين في الظاهر لما يلحقوا بهم في الباطن والتأويل الأول أصح وأقرب .

وقوله تعالى : { وهو العزيز } حين{[21208]} جعل في كل واحد من البشر أثر الذل به والفقر به .

وقوله تعالى : { الحكيم } في أمره حين{[21209]} أمرهم بالحكمة ، أو { الحكيم } في تدبيره حين{[21210]} خلق الأشياء المتضادة من نحو النور والظلمة والليل والنهار لأنه وضع كل شيء موضعه ، لم يخلط ظلمة بنور ولا نورا بظلمة ولا ليلا بنهار ولا نهارا بليل .


[21207]:من م، ساقطة من الأصل.
[21208]:في الأصل وم: حيث
[21209]:في الأصل وم: حيث
[21210]:في الأصل وم: حيث