تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ} (136)

الآية136 وقوله تعالى : { فانتقمنا منهم } يحتمل أن يكون قوله : { فانتقمنا منهم } ما ذكر على إثره من الغرق { فأغرقناهم في اليم } ويحتمل أن يكون قوله : { فانتقمنا منهم } من الطوفان وأنواع العذاب الذي كان حل بهم ، ثم كان الإغراق من بعد .

وقوله تعالى : { بأنهم كذّبوا بآياتنا } يحتمل الآيات التي جاء بها موسى على وحدانية الله تعالى وربوبيته ، وهي الحجج والآيات التي تقدم ذكرها من الطوفان والجراد والقمل وما ذكر . وقال الحسن : { بآياتنا } ديننا .

وقوله تعالى : { وكانوا عنها غافلين } قيل : معرضين مكذّبين بها ، لا أنهم كانوا على غفلة وسهو عنها ، لكنهم أعرضوا عنها مكابرين معاندين كأنهم غافلون{[8862]}عنها . وجائز أن يكونوا{[8863]} غافلين عما يحل بهم بتكذيبهم .


[8862]:في الأصل وم: غافلين.
[8863]:في الأصل وم: يكون.