تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَۖ لَئِن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (134)

الآية 134 فقالوا{[8861]} : { يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلن معك بني إسرائيل } ووعدوا له الإيمان به وبعث بني إسرائيل معه إن كشف عنهم الرجز .

وقوله تعالى : { بما عهد عندك } اختلف فيه : قال بعضهم : { بما عهد عندك } ما عهد لك أنك متى دعوته أجابك ، وقيل : { بما عهد عندك } أنّا متى لآمنا بك ، وصدّقناك ، كشف عنا الرّجز ، فقالوا : { لئن كشفت عنا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل } .

وقوله تعالى : { ولما وقع عليهم الرّجز } قيل : الرجز ألوان العذاب الذي كان نزل بهم من الطوفان والجراد والقمّل والدم وما ذكر . { لئن /184-أ/ كشفت عنا الرجز } يحتمل أن يكون كلما حل بهم نوع من العذاب ، فسألوا أن يكشف عنهم ، فقالوا : { لئن كشفت عنا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل } { فلما كشفنا عنهم الرّجز } [ الأعراف : 135 ] نكثوا ذلك ، وعادوا إلى ما كانوا عليه من قبل .

ويحتمل أن يكون قولهم لموسى : { ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرّجز لنؤمننّ لك } بعد ما حل بهم أنواع العذاب . عند ذلك قالوا : { لئن كشفت عنا الرّجز لنؤمننّ لك } فلما كشف عنهم الرجز نكثوا عهدهم ، وهو قولهم : { لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك } وعادوا لما كانوا . فعند ذلك كان ما ذكر : { فانتقمنا منهم } [ الأعراف : 136 ] وقوله تعالى : { لنؤمننّ لك } بما تدعي بأنك رسول { ولنرسلن معك بني إسرائيل } أمكن أن يكون ليس على نفس الإرسال ، ولكن على ترك الاستعباد ؛ أي لا نستعبدهم بعد هذا ؛ لأنهم كانوا يستعبدون بني إسرائيل .


[8861]:في الأصل وم: فقال.