الآية 132 وقوله تعالى : { وقالوا مهما تأتينا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } قال أبو بكر الكيسانيّ : تأويله : كلما تأتينا آية تريد أن تسحرنا{ بها فما نحن لك بمؤمنين } وقال ابن عباس والحسن وهؤلاء : أي ما { تأتينا به من آية لتسحرنا بها } الآية ، وقوله : مه زيادة ، وهو قول القتبيّ . ومعناه : أي ما تأتنا من آية .
وقال الخليل : هو في الأصل : ما إحداهما زيادة ، فطرحت الألف ، وأبدلت مكانها هاء طلبا للتخفيف .
وقال سيبويه النحويّ : قوله تعالى : { مهما تأتنا به من آية } أي مه ، كأنهم قالوا له : مه ؛ أي اسكت كما يقول الرجل لآخر : مه ؛ أي اسكت ، ما { تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } .
والسحر هو التّحيير وأخذ الأبصار ، ولا حقيقة [ له ]{[8852]} كقوله تعالى : { إني لأظنّك يا موسى مسحورا } [ الإسراء : 101 ] أي متحيّرا ، وقوله تعالى : { سحروا أعين الناس } [ الأعراف : 116 ] .
ثم دل قولهم : { مهما تأتينا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } أن ما قالوا : إن هذا ساحر ، وإنه سحر عن علم بالآية والنبوّة له ، قالوا ذلك لا عن جهل وغفلة حين{[8853]} قالوا : { مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } ذلك منهم إياس عن الإيمان به وقبول الآيات ، لأنهم أخبروا أنهم لا يقبلون الآيات ، ولا يصدّقونه في ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.