الآية4 : وقوله تعالى : { وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا } فمنهم من ذكر أن سفيههم إبليس ، وليس هذا يرجع إلى كل من يوجد منه فعل السفه .
ألا ترى أنه إذا قيل : كان يقول مسيئنا كذا ، أو كان يقول فاسقنا كذا ، لم يعن به فاسق ولا مسيء واحد على الإساءة ، بل يراد به كل معروف بالإساءة والفسق ؟ .
فعلى ذلك قوله : { وأنه كان يقول سفيهنا } ليس بمقتصر على الواحد ، بل هو راجع إلى كل من يوجد منه ذلك .
ثم في هذه الآية دلالة أن النفر الذين استمعوا كانوا مؤمنين ، ولم يكونوا من أهل الكفر ، لأنهم لو كانوا أهل شرك لكانوا لا يضيفون فعل السفه إلى غيرهم ، ويخرجون أنفسهم منه ، وقد وجد منهم فعل السفه ، ولو كانوا مشركين أيضا لكانوا يقولون مكان هذه الكلمة : وأنا كنا نقول على الله شططا ليكون ذلك منهم توبة ورجوعا عما كانوا فيه من الشرك والكفر وشكرا بما أنعم الله عليهم من عظيم النعمة بأن هداهم للإيمان لا أن يضيفوا ذلك إلى سفهائهم . فثبت أنهم كانوا مؤمنين .
والشطط الجور ، وقال بعضهم : الكذب ، وقال بعضهم : الظلم . والشطط ههنا الجور ، والجور ما أتوا به من الفاحش ، وهو الشرك بالله تعالى ، وهذا يبين أن الجور قبيح في كل الألسن وفي ما بين أهل الأديان . ألا ترى كيف سفّهوا من يقول على الله تعالى بالجور ؟ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.