قوله : { وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطاً } .
الهاء في «أنه » للأمر أو الحديث ، و «سَفِيهُنَا » يجوز أن يكون اسم «كَانَ » و «يقُولُ » الخبر ، ولو كان مثل هذه الجملة غير واقعة خبراً ل «كَانَ » لامتنع تقديمُ الخبرِ حينئذ ، نحو «سَفِيهُنَا يقُولُ » ، لو قلت : «يَقُولُ سَفيْهُنَا » على التقديم والتأخير ، لم يجز فيه والفرق أنه في غير باب «كَانَ » يلتبس بالفعل والفاعل ، وفي باب «كَانَ » يؤمن ذلك .
ويجوز أن يكون «سَفِيهُنَا » فاعل «يقُولُ » والجملة خبر «كَانَ » واسمها ضمير الأمر مستتر فيها ، وقد تقدم هذا في قوله : { مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ }[ الأعراف : 137 ] وقوله تعالى : { شَطَطاً } تقدم في سورة الكهف{[58111]} مثله .
قال القرطبيُّ{[58112]} : «ويجوز أن يكون " كان " زائدة ، والسفيه : هو إبليس ، في قول مجاهد وابن جريج وقتادة . ورواه أبو بردة عن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم{[58113]} وقيل : المشركون من الجنِّ .
قال قتادةُ : عصاه سفيه الجن كما عصاه سفيه الإنس{[58114]} والشططُ والإشطاط : الغلو في الكفر .
قال أبو مالك : هو الجور وقال الكلبي : هو الكذب وأصله البعد ويعبر به عن الجور لبعده عن العدل وعن الكذب لبعده عن الصدق{[58115]} ؛ قال الشاعر : [ الطويل ]
4894 - بأيَّةِ حالٍ حَكَّمُوا فِيكَ فاشْتَطُّوا***وما ذَاكَ إلاَّ حَيْثُ يَمَّمَكَ الوَخْط{[58116]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.