تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} (2)

الآية 2 : وقوله تعالى : { يهدي إلى الرشد فآمنّا به } أي إلى الحق على ما ذكرنا بيانه في سورة الأحقاف في قوله عز وجل : { يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم }[ الآية : 30 ] .

وقوله تعالى : { ولن نشرك بربنا أحدا } قال أبو بكر الأصم : إنهم كانوا مشركي العرب ، فتبرّؤوا من الشرك بما استمعوا ، وسمعوا القرآن بقولهم : { ولن نشرك بربنا أحدا } .

وقد يحتمل هذا الذي قالوا ، ويحتمل أنه لم يسبق منهم الإشراك ، بل كانوا من جملة الموحدين ، ولكنهم أحدثوا إيمانا بما سمعوا من القرآن ، وأحدثوا تبرّيا من الشرك ، وقد يتبرأ المرء من الشرك عندما يحدث له زيادة إيقان ، وإن لم يسبق منه/ 601 ب/ الإشراك كما قال موسى عليه السلام{ سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين }[ الأعراف : 143 ] .