السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطٗا} (4)

{ وأنه } أي : وقالوا : إنّ الشأن هذا على قراءة الكسر وآمنا بأنه على قراءة الفتح . { كان يقول } أي : قولاً هو في عراقته في الكذب بمنزلة الجبلة { سفيهنا } هو للجنس ، فيتناول إبليس رأس الجنس تناولاً أوّلياً وكل من تبعه ممن لم يعرف الله تعالى ، لأنّ ثمرة العقل العلم ، وثمرة العلم معرفة الله تعالى ، فمن لم يعرفه فهو الذي يقول { على الله } الذي له صفات الكمال المنافية لقول هذا السفيه { شططاً } أي : كذباً وعدواناً ، وهو وصفه بالشريك والولد . والشطط والإشطاط الغلوّ في الكفر . وقال أبو مالك : هو الجور . وقال الكلبي : هو الكذب ، وأصله : البعد فعبر به عن الجور لبعده عن العدل ، وعن الكذب لبعده عن الصدق .