تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ} (4)

الآية 4 : وقوله تعالى : { والليل إذا يسر } أي يسري بها ، وفي ذلك كناية عن الجهاد والإغارة بالليل كما يذكر في قوله : { والعاديات ضبحا } { فالموريات قدحا } { فالمغيرات صبحا } [ العاديات : 1 و2 و3 ] فيكون هذا كله إشارة إلى جملة العبادات .

ووجه القسم بالعبادات أن الله تعالى عظم أمر العبادات في قلوب الخلائق حتى تراهم جميعا يستحسنونها ، ويعظمون أمرها ، وإنما يقع الاختلاف بينهم في ماهيتها ، ولا يقع{[23559]} التمانع بينهم في أنفسها ، فأقسم بها . وجائز أن يكون أريد بالوتر هو الله تعالى ، وأريد بالشفع الخلائق ؛ إذ خلقهم أزواجا ، والله تعالى ، هو الواحد بذاته ، فيكون القسم بذاته وبجميع الخلق ، ويحتمل أنه أريد بالشفع والوتر [ الخلائق جملة ، وفيهم معنيان جميعا الشفع والوتر ، فيكون القسم بجميع الخلائق ]{[23560]} .


[23559]:أدرج قبلها في الأصل وم: أن.
[23560]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.